الصين تفتـتـح أعلى جسر معلق فـي العالم: “جسر وادي هواجيانج العظيم” يعلن عصرًا جديدًا للسياحة الهندسية

الصين تفتـتـح أعلى جسر معلق فـي العالم: “جسر وادي هواجيانج العظيم” يعلن عصرًا جديدًا للسياحة الهندسية

1 أكتوبر 2025 - 14:34

كتب : سليمان الدخيل

hotel_booking


قويتشو، الصين — في خطوة تعكس قدرات هندسية طموحة تجمع بين الارتفاع المذهل والجمال الطبيعي، افتتحت الصين رسميًا جسر وادي هواجيانج العظيم (Huajiang Grand Canyon Bridge) في مقاطعة قويتشو جنوب غرب البلاد، ليصبح أعلى جسر معلق بالعالم من حيث ارتفاع سطحه عن أسفل الوادي.  



الأرقام والمميزات الهندسية

يُعلو الجسر، الذي يقطع نهر بيبان (Beipan River) داخل وادي هواجيانج العميق، حوالي 625 مترًا عن قاع الوادي، أي ما يوازي ارتفاع ناطحة سحاب ضخمة، موازٍ تقريبًا لبرج شانغهاي.  

طوله الإجمالي يصل إلى 2,890 مترًا، فيما يبلغ طول الفتحة الرئيسية (المسافة المعلقة بين دعامتين رئيسيتين) حوالي 1,420 مترًا.  

جسر فولاذي مزود بتقنيات متقدمة لمقاومة الرياح والبناء على ارتفاع شاهق، مع مواد قوية وتصميم دقيق يراعي الجغرافيا الوعرة.  





الأثر على التنقل والتنمية المحلية

من أهم التأثيرات العملية للجسر تخفيض كبير في الوقت اللازم لعبور الوادي: من رحلة تستغرق ساعتين بالطريق المتعرّج إلى دقيقتين فقط عبر الجسر.  

الجسر جزء من مشروع طريق سريع (Liuzhi-Anlong Expressway) يربط مناطق في المقاطعة تسهيلًا للتنقل والتجارة.  







الجسر والسياحة: تجربة مبهرة


ما يجعل المشروع أكثر جذبًا للزوار هو أنه لم يكن مجرد جسر للنقل، بل وجهة سياحية متكاملة:

توجد على مقربة من الجسر منطقة جذب سياحي تضم مقاهي على ارتفاع شاهق، ومنصّات عرض بانورامية، وجسور زجاجية للمشي، وتجارب مثل القفز بالحبال.  

يزمع أن تستقطب المنطقة أكثر من مليون زيارة سنويًا بعد افتتاح الجسر وخدماته السياحية المكملة.  




التحديات والفرص

من جهة الفرص، الجسر يفتح آفاقًا لسياحة المهام الجريئة (“tourism of daring”)، ويجذب المهتمين بالمناظر الطبيعية الخلابة والهندسة المعمارية الضخمة، مما قد يزيد من نسبة السياح الصينيين والدوليين إلى تلك المقاطعة.

كما أن تنمية مطاعم محلية، فنادق صغيرة، مرافق خدمات سياحية (منتجعات، مخيمات، مراكز ترفيهية) ستثمر عن فرص دخل للمجتمعات المحلية في القرى المحيطة.

لكن من جهة التحديات، ارتفاع التذكرة المُتوقّع للمشاهدة أو استخدام المرافق قد يكون عائقًا للبعض. كذلك، السلامة الهيكلية والصيانة الدورية ستكون مهمة جدًّا، خاصة مع التعرّض للرياح والتغيرات المناخية.

البُنى التحتية لنقل الزوار إلى الجسر — مثل الطرق المشتركة، مواقف السيارات، المواصلات الداخلية — يجب أن تكون جاهزة لاستيعاب العدد الكبير من الزوار حتى لا يتسبب الزحام أو ضعف الخدمات في تجربة سلبية.




لماذا يستحق زيارة الجسر كسائح؟

الفرصة لرؤية مناظر طبيعية درامية جدًا: الوادي العميق، الجسر الذي يمتد فوقه وكأنه معلّق في الهواء، الضباب والغيوم في الصباح الباكر تضيف جوًا ساحرًا.

تجربة مشي فوق جسر معلق شاهق ومراقبتك للطبيعة الأسفل من زجاج أو منصّات عرض.

إمكانية الجمع بين المغامرة والسياحة الثقافية—زيارة القرى المجاورة، التعرف على حياة السكان المحليين، الحرف اليدوية، الطعام الإقليمي.


جسر وادي هواجيانج العظيم يجمع بين الطموح الهندسي والجمال الطبيعي، ليكون ليس فقط معلمًا للبُنية التحتية، بل وجهة سياحية تعكس روح الابتكار البشري والرغبة في تحقيق الربط بين أماكن كانت فيما مضى معزولة صعب الوصول إليها. للمسافر المغامر، للمهتم بالهندسة، أو للباحث عن تجربة فريدة، هذا الجسر سيتميز بكونه أحد أبرز المعالم التي يجب أن تُدرج في خطط السفر القادمة إلى الصين

مواضيع ذات صلة

card_img

الصين تفتـتـح أعلى جسر معلق فـي العالم: “جسر وادي هواجيانج العظيم” يعلن عصرًا جديدًا للسياحة الهندسية


قويتشو، الصين — في خطوة تعكس قدرات هندسية طموحة تجمع بين الارتفاع المذهل والجمال الطبيعي، افتتحت الصين رسميًا جسر وادي هواجيانج العظيم (Huajiang Grand Canyon Bridge) في مقاطعة قويتشو جنوب غرب البلاد، ليصبح أعلى جسر معلق بالعالم من حيث ارتفاع سطحه عن أسفل الوادي.  



الأرقام والمميزات الهندسية

يُعلو الجسر، الذي يقطع نهر بيبان (Beipan River) داخل وادي هواجيانج العميق، حوالي 625 مترًا عن قاع الوادي، أي ما يوازي ارتفاع ناطحة سحاب ضخمة، موازٍ تقريبًا لبرج شانغهاي.  

طوله الإجمالي يصل إلى 2,890 مترًا، فيما يبلغ طول الفتحة الرئيسية (المسافة المعلقة بين دعامتين رئيسيتين) حوالي 1,420 مترًا.  

جسر فولاذي مزود بتقنيات متقدمة لمقاومة الرياح والبناء على ارتفاع شاهق، مع مواد قوية وتصميم دقيق يراعي الجغرافيا الوعرة.  





الأثر على التنقل والتنمية المحلية

من أهم التأثيرات العملية للجسر تخفيض كبير في الوقت اللازم لعبور الوادي: من رحلة تستغرق ساعتين بالطريق المتعرّج إلى دقيقتين فقط عبر الجسر.  

الجسر جزء من مشروع طريق سريع (Liuzhi-Anlong Expressway) يربط مناطق في المقاطعة تسهيلًا للتنقل والتجارة.  







الجسر والسياحة: تجربة مبهرة


ما يجعل المشروع أكثر جذبًا للزوار هو أنه لم يكن مجرد جسر للنقل، بل وجهة سياحية متكاملة:

توجد على مقربة من الجسر منطقة جذب سياحي تضم مقاهي على ارتفاع شاهق، ومنصّات عرض بانورامية، وجسور زجاجية للمشي، وتجارب مثل القفز بالحبال.  

يزمع أن تستقطب المنطقة أكثر من مليون زيارة سنويًا بعد افتتاح الجسر وخدماته السياحية المكملة.  




التحديات والفرص

من جهة الفرص، الجسر يفتح آفاقًا لسياحة المهام الجريئة (“tourism of daring”)، ويجذب المهتمين بالمناظر الطبيعية الخلابة والهندسة المعمارية الضخمة، مما قد يزيد من نسبة السياح الصينيين والدوليين إلى تلك المقاطعة.

كما أن تنمية مطاعم محلية، فنادق صغيرة، مرافق خدمات سياحية (منتجعات، مخيمات، مراكز ترفيهية) ستثمر عن فرص دخل للمجتمعات المحلية في القرى المحيطة.

لكن من جهة التحديات، ارتفاع التذكرة المُتوقّع للمشاهدة أو استخدام المرافق قد يكون عائقًا للبعض. كذلك، السلامة الهيكلية والصيانة الدورية ستكون مهمة جدًّا، خاصة مع التعرّض للرياح والتغيرات المناخية.

البُنى التحتية لنقل الزوار إلى الجسر — مثل الطرق المشتركة، مواقف السيارات، المواصلات الداخلية — يجب أن تكون جاهزة لاستيعاب العدد الكبير من الزوار حتى لا يتسبب الزحام أو ضعف الخدمات في تجربة سلبية.




لماذا يستحق زيارة الجسر كسائح؟

الفرصة لرؤية مناظر طبيعية درامية جدًا: الوادي العميق، الجسر الذي يمتد فوقه وكأنه معلّق في الهواء، الضباب والغيوم في الصباح الباكر تضيف جوًا ساحرًا.

تجربة مشي فوق جسر معلق شاهق ومراقبتك للطبيعة الأسفل من زجاج أو منصّات عرض.

إمكانية الجمع بين المغامرة والسياحة الثقافية—زيارة القرى المجاورة، التعرف على حياة السكان المحليين، الحرف اليدوية، الطعام الإقليمي.


جسر وادي هواجيانج العظيم يجمع بين الطموح الهندسي والجمال الطبيعي، ليكون ليس فقط معلمًا للبُنية التحتية، بل وجهة سياحية تعكس روح الابتكار البشري والرغبة في تحقيق الربط بين أماكن كانت فيما مضى معزولة صعب الوصول إليها. للمسافر المغامر، للمهتم بالهندسة، أو للباحث عن تجربة فريدة، هذا الجسر سيتميز بكونه أحد أبرز المعالم التي يجب أن تُدرج في خطط السفر القادمة إلى الصين

منذ أسبوع . اخبار سياحة عالمية

card_img

روسيا تراهن على صناعة الأكل الحلال: من السوق المحلي إلى العالمية

موسكو : في السنوات الأخيرة، تحوّلت روسيا إلى واحدة من أبرز اللاعبين الجدد في صناعة الأكل الحلال، إذ يشهد هذا القطاع نموًا سريعًا مدفوعًا بزيادة الطلب محليًا ودوليًا، إضافةً إلى توجه حكومي واضح لتنظيم السوق وتوسيع الصادرات.


نمو محلي يتجاوز المستهلك المسلم


يُقدَّر عدد المسلمين في روسيا بما يقارب 20 مليون نسمة، ما يمثل قاعدة أساسية لسوق الحلال المحلي. لكن الملفت للنظر أن الاهتمام بمنتجات الحلال لم يقتصر على المسلمين وحدهم، بل امتد إلى قطاعات واسعة من غير المسلمين الذين يرون في منتجات الحلال ضمانًا إضافيًا للنظافة والجودة.


تقارير إعلامية روسية أشارت إلى ارتفاع الطلب على الأغذية الحلال في المدن الكبرى مثل موسكو وسانت بطرسبورغ، حيث يزداد الإقبال على المطاعم والمتاجر المتخصصة في بيع هذه المنتجات.


تنظيم رسمي ومعايير جديدة


عام 2023 كان نقطة تحول مهمة، إذ أنشأت روسيا جهازًا رسميًا لتصديق المنتجات الحلال تحت إشراف الهيئة الفيدرالية لرقابة الجودة. كما تم اعتماد معايير وطنية للحلال دخلت حيز التنفيذ على مرحلتين، في خطوة تهدف إلى توحيد المواصفات وضمان الشفافية في سوق يضم عشرات الهيئات الخاصة المانحة لشهادات الحلال.


هذه الخطوة لم تكن فقط لتلبية احتياجات المستهلك المحلي، بل أيضًا لتعزيز مكانة روسيا كمصدر موثوق للأسواق الإسلامية التي تشترط شهادات معترف بها دوليًا.


طفرة في الصادرات


تشير الإحصاءات إلى أن قيمة صادرات روسيا من المنتجات الحلال ارتفعت بنسبة 82% خلال عام 2024 لتصل إلى نحو 380 مليون دولار. وتصدرت لحوم الدواجن قائمة الصادرات، محققة حوالي 211 مليون دولار من الإجمالي.


وتسعى روسيا لاقتحام أسواق رئيسية مثل السعودية والإمارات وإيران ومصر والجزائر والكويت والأردن، حيث يُنظر إلى روسيا كمورد محتمل بأسعار تنافسية وجودة مقبولة، خصوصًا في ظل التوترات التي يشهدها سوق الغذاء العالمي.


كما أن استخدام كلمة "حلال" دون تصديق رسمي قد يؤدي إلى غرامات.


آفاق مستقبلية


تطمح روسيا إلى أن تتجاوز صناعة الأكل الحلال حدود المنتجات الغذائية، لتشمل قطاعات أوسع مثل السياحة والفندقة والمالية وحتى الخدمات الطبية، بما يتماشى مع اتجاه عالمي نحو بناء “اقتصاد إسلامي” متكامل.


ويرى خبراء أن نجاح روسيا في هذا المجال قد يمنحها موقعًا استراتيجيًا في تجارة الأغذية العالمية، خاصة إذا تمكنت من ترسيخ معايير موحدة وموثوقة تعزز ثقة المستهلك المحلي والدولي على حد سواء

منذ 3 أسابيع . اخبار سياحة عالمية

card_img

أرمينيا بين الشلالات، البحيرات، والمدن التاريخية: رحلة ساحرة لا تُنسى

إذا كنت تبحث عن وجهة تجمع بين العلاج بالمياه المعدنية، المغامرة في أحضان الطبيعة، والتراث التاريخي العريق، فإن أرمينيا تقدم لك تجربة فريدة من نوعها. من العاصمة النابضة بالحياة إلى البحيرات الزرقاء الصافية، ومن ينابيع الشفاء في جبال الجنوب إلى غابات دليجان الساحرة، تنسج أرمينيا رحلة سياحية لا تُنسى لكل عاشق للطبيعة والثقافة والمغامرة.




تبدأ الرحلة من يريفان، عاصمة أرمينيا، التي تمتاز بشوارعها العريقة المليئة بالحياة، وساحاتها المزدانة بالنافورات التي تتلألأ ليلاً. في قلب المدينة، يمكنك زيارة ساحة الجمهورية حيث يلتقي التاريخ بالحداثة، والتجول بين المتاحف العريقة مثل متحف ماتيناداران للمخطوطات، الذي يحتضن آلاف المخطوطات النادرة التي تحكي تاريخ الأمة الأرمنية عبر العصور. المقاهي العصرية والمطاعم التي تقدم أطباقًا محلية وعالمية تجعل من يريفان محطة مثالية للانطلاق قبل مواصلة الرحلة نحو الطبيعة الساحرة.




من العاصمة، تتجه الرحلة جنوبًا إلى جرموك، المدينة التي تُعرف بـ”لؤلؤة الجنوب” و”مدينة الشفاء”. على ارتفاع يزيد عن 2000 متر، تحتضن جرموك ينابيع معدنية ساخنة غنية بالمعادن، تجعلها وجهة مثالية للسياحة العلاجية. لا يمكن زيارة جرموك دون التوقف عند شلال “شعر حورية البحر”، الذي تجري مياهه المنسابة كالحرير بين الصخور، مانحًا الزائر لوحة طبيعية آسرة. لمحبي المغامرة، يوفر التلفريك إطلالات بانورامية ساحرة على البحيرات والجبال المحيطة، بينما تتحول المنطقة في الصيف إلى مسارات مشي طويلة عبر الغابات، وفي الشتاء تصبح وجهة للتزلج على الجليد.





نحو الشمال الشرقي، تقع دليجان، المعروفة بـ”سويسرا الأرمينية”، التي تبهرك بغاباتها الكثيفة، هوائها النقي، ومساراتها الطبيعية المدهشة. يمكن للزائر التنزه بين الأشجار ومراقبة الطيور المحلية، أو زيارة دير هاغارتسينالعريق، الذي يعكس روحانية المنطقة ويضفي بعدًا تاريخيًا وثقافيًا على الرحلة، ليصبح المكان مثاليًا للاسترخاء والهروب من صخب المدن.




وأخيرًا، تختتم الرحلة عند بحيرة سيفان، واحدة من أكبر البحيرات العذبة في العالم، حيث تمتزج المياه الزرقاء مع الشواطئ الرملية لتمنح الزوار تجربة استجمام حقيقية. يمكن ممارسة الرياضات المائية، أو الاستمتاع برحلات القوارب، بينما يطل على البحيرة دير سيفانافانك العتيق، الذي يعود إلى القرن التاسع، ليضفي على المشهد جمالًا تاريخيًا وروحانيًا.




من شوارع يريفان المليئة بالحياة إلى قمم جرموك الشاهقة، ومن غابات دليجان الساحرة إلى مياه سيفانالفيروزية، تقدم أرمينيا رحلة سياحية متكاملة تجمع بين الاسترخاء، المغامرة، والجمال الطبيعي، لتبقى كل لحظة محفورة في ذاكرة الزائر إلى الأبد.

منذ شهر . اخبار سياحة عالمية

card_img

شارل أزنافور.. صوت فرنسا العالمي يخلّد اسم جرموك الأرمينية

جرموك – أرمينيا

لا تقتصر شهرة مدينة جرموك على ينابيعها المعدنية الساخنة ومناظرها الطبيعية الخلابة، بل تمتد لتشمل ارتباطها بأحد أعظم رموز الفن في القرن العشرين، الموسيقار والمطرب الفرنسي – الأرمني شارل أزنافور.


أزنافور، الذي وُلد في عائلة أرمنية تعود جذورها إلى جرموك، أصبح لاحقًا واحدًا من أبرز الأصوات في العالم، حتى لُقِّب بـ”فرانك سيناترا الفرنسي”. وعلى الرغم من مسيرته الفنية الطويلة في فرنسا والعالم، ظلّت جذوره الأرمينية مصدر فخر له ولأبناء مدينته.




اليوم، يتوسط تمثال شارل أزنافور مدينة جرموك كمعلم سياحي وثقافي بارز، يزوره محبو الموسيقى والفن إلى جانب الاستمتاع بالمنتجعات العلاجية والشلالات الساحرة. هذا الدمج بين الطبيعة والفن يمنح جرموك طابعًا فريدًا يجعلها وجهة متكاملة لعشاق الاسترخاء والثقافة في آن واحد.


جرموك.. مدينة الشفاء والجمال التي أنجبت صوتًا خلد اسمه في ذاكرة العالم

منذ شهر . اخبار سياحة عالمية

card_img

جرموك الأرمينية.. مدينة العلاج والجمال بين أحضان الطبيعة

جرموك – أرمينيا

بين الجبال الشاهقة والوديان الخضراء في مقاطعة “فايوتس دور”، تقع مدينة جرموك، التي تُلقَّب بـ”مدينة الشفاء” و”لؤلؤة الجنوب”. على ارتفاع يتجاوز 2000 متر فوق سطح البحر، تستقبل هذه المدينة زوارها بأجواء نقية ومياه معدنية ساخنة جعلت منها منذ عقود واحدة من أهم الوجهات السياحية العلاجية في منطقة القوقاز.




ينابيع المياه المعدنية.. سر جرموك الأكبر


تشتهر جرموك بأكثر من 40 ينبوعًا حراريًا بدرجات حرارة متفاوتة تتراوح بين 30 و70 درجة مئوية. وتتميّز هذه الينابيع بغناها بالمعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والحديد، مما جعلها وجهة رئيسية لعشّاق السياحة العلاجية منذ الحقبة السوفييتية.

في قلب المدينة يقع متحف المياه المعدنية (Water Gallery)، وهو مبنى جميل يحتوي على جرار حجرية تتدفّق منها المياه بدرجات حرارة مختلفة، حيث يمكن للزوار تذوّق المياه مباشرة والاستفادة من خصائصها الطبية.


شلال “شَعر حورية البحر”


من أبرز معالم جرموك الطبيعية شلالها الشهير الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 70 مترًا، ويُعرف محليًا باسم “شعر حورية البحر” بسبب خيوطه المائية المنسابة كالحرير على الصخور. هذا المكان يشكّل لوحة طبيعية آسرة، ويُعتبر من أكثر النقاط تصويرًا في أرمينيا.




سياحة المغامرة والاستجمام


جرموك ليست وجهة علاجية فقط، بل هي أيضًا مدينة سياحية متكاملة.

التلفريك في جرموك يمنح الزوار تجربة مميزة بإطلالات بانورامية على الجبال والبحيرات، خاصة بحيرة Kechut الشهيرة.

في الصيف، تتحول المنطقة إلى مقصد لعشاق المشي لمسافات طويلة بين الغابات والممرات الجبلية.

أما في الشتاء، فتتحول جرموك إلى وجهة للتزلج على الجليد بفضل ارتفاعها ومناخها البارد.


تراث وثقافة حاضرة


على مقربة من جرموك، يمكن للزوار استكشاف دير غنديفانك العائد إلى القرن العاشر، والذي يقع وسط وادٍ أخضر على ضفاف نهر Arpa. كما تُقام في المدينة مهرجانات فنية ومعارض ثقافية تعكس روح المجتمع المحلي، ما يجعل التجربة أكثر تنوعًا وعمقًا.


صناعة المياه المعدنية.. شهرة عالمية


إلى جانب السياحة، تشتهر جرموك بإنتاج المياه المعدنية المعبأة منذ عام 1951، والتي تُصدر إلى العديد من دول العالم، ما جعل اسم “Jermuk” علامة تجارية عالمية مرتبطة بالنقاء والجودة.




رحلة بالكرسي التلفريك (Ropeway)

توفر إطلالات بانورامية ساحرة من الأعلى، على بحيرة Kechut ومدينة جرموك، ويُستخدم متنزهًا صيفًا ومرتفعات للتزلّج شتاءً ، كما يعتبر ثاني أطول تلفريك في العالم.


وجهة تجمع بين العلاج والجمال


تُعد جرموك اليوم واحدة من أهم الوجهات السياحية في أرمينيا، حيث يجد الزائر فيها كل ما يبحث عنه: الاسترخاء في المنتجعات الصحية، الاستمتاع بالطبيعة البكر، استكشاف التاريخ والثقافة، وتجربة المغامرات الجبلية. إنها مدينة تنبض بالحياة، وفي الوقت نفسه تمنح زائرها هدوءًا داخليًا نادرًا.




مدينة جرموك، بمياهها المعدنية العلاجية، طبيعتها الخلابة، وموروثها العلاجي، تُعتبر من أبرز الوجهات السياحية في أرمينيا. سواء كنت تبحث عن الاسترخاء، المغامرة في أحضان الطبيعة، أو استكشاف التاريخ الديني، فإن جرموك ترحب بك بأذرع مفتوحة.

منذ شهر . اخبار سياحة عالمية

card_img

مغارة عجيبة حفّرها رجلٌ أرمني بأسلوب خارق .. من حلم فردي إلى إرث سياحي


أرينج – أرمينيا

في إحدى قرى أرمينيا الهادئة (أرينج) شمال العاصمة يريفان، يحكي الجدار الحجري قصة إصرار وإبداع لا يُصدّق: إنها مغارة “Levon’s Divine Underground”، حفّرها وحوّلها رجلٌ أرميني يدعى ليڤون أراكيليان يدويًا على مدى 23 عامًا، مستخدمًا فقط مطرقة وإزميل، دون أي أدوات ميكانيكية.




من بذرة بسيطة إلى جوف متكامل


بدأ المشروع في عام 1985 بناءً على حلم قد شاهده في منامه. لكن ما بدأ كحفرة صغيرة تحت المنزل، تحوّل إلى شبكة مذهلة من الأنفاق والسلالم والغرف المزخرفة—انغمس ليڤون في الحفر حتى بلغ عمقًا يصل إلى 21 مترًا تحت الأرض، ويغطي مساحة تقارب 300 متر مربع  .




إلهام من عالم آخر


يقول المقربون من ليڤون إنه لم يكن يعمل بمحض إرادته فقط، بل كان يتحرّك بإلهام غامض—حيث كان يتلقّى رؤى وآيات إلهية تدفعه للمضي في بناء الكهف بروحانية عالية  . كان يعمل لساعات طويلة، أحيانًا حتى 18 ساعة يوميًالينحت كل زاوية وكل مكان وصولًا لعمق الأرض  .





متحف حي وتكريمٌ لفن اليد


بعد وفاته عام 2008، حولت زوجته توسيا غاريبيان هذا المكان الاستثنائي إلى متحف مفتوح للزوّار، يعرض أدواته، ملابسه، وكل ما استخدمه في الحفر، ليعيش إرثه عبر الأجيال  . اليوم، يتوافد نحو 40 ألف زائر سنويًا لاكتشاف هذا العمل الفني العميق، والاستمتاع بجو فريد وإلهام يدوي نادر  .


عند نزول الزائر عبر سلالم حجرية ضيقة، يكتشف شبكة مذهلة من الأنفاق والغرف تمتد بعمق يصل إلى 21 مترًا. يضم المكان ممرات ملتوية، قاعات صغيرة، غرف ذات أسقف عالية، وأعمدة منحوتة بدقة، بالإضافة إلى زوايا تحمل طابعًا روحانيًا وكأنها صوامع سرية.





مغارة “Levon’s Divine Underground” هي..

صرح من الحجر محفور بالإرادة والإيمان.

إبداعٌ فرديّ مستدام أكثر من عقدين.

وجهة سياحية ومنارة للإرادة البشرية.


تفاصيل داخلية فريدة

الهواء بارد ومنعش داخل المغارة طوال العام، مما يمنح الزوار إحساسًا بالهدوء.

الجدران الصخرية ملساء ومضاءة بمصابيح خافتة تزيد من أجواء الغموض.

في بعض الغرف تظهر أشكال وزخارف طبيعية تشبه النقوش الفنية.

يحتوي المكان على سلالم حلزونية تنقل الزائر من غرفة إلى أخرى، تجعل التجول فيه أشبه برحلة في متاهة أثرية.




هي شهادة حية على أن الفن والمعمار لا يحتاجان دومًا إلى آلات؛ يكفي أن يكون الإنسان ملهمًا ومصممًا لتحويل الحجر إلى متحف متجسد في أعماق الأرض، إذا كانت أرمينيا تشتهر بجبالها الخضراء وتاريخها العريق، فإن مغارة ليڤون في قرية أرينج قرب العاصمة يريفان، تضيف إلى هذه الصورة لمسة من السحر والدهشة.

منذ شهر . اخبار سياحة عالمية