
مغارة عجيبة حفّرها رجلٌ أرمني بأسلوب خارق .. من حلم فردي إلى إرث سياحي
أرينج – أرمينيا
في إحدى قرى أرمينيا الهادئة (أرينج) شمال العاصمة يريفان، يحكي الجدار الحجري قصة إصرار وإبداع لا يُصدّق: إنها مغارة “Levon’s Divine Underground”، حفّرها وحوّلها رجلٌ أرميني يدعى ليڤون أراكيليان يدويًا على مدى 23 عامًا، مستخدمًا فقط مطرقة وإزميل، دون أي أدوات ميكانيكية.
من بذرة بسيطة إلى جوف متكامل
بدأ المشروع في عام 1985 بناءً على حلم قد شاهده في منامه. لكن ما بدأ كحفرة صغيرة تحت المنزل، تحوّل إلى شبكة مذهلة من الأنفاق والسلالم والغرف المزخرفة—انغمس ليڤون في الحفر حتى بلغ عمقًا يصل إلى 21 مترًا تحت الأرض، ويغطي مساحة تقارب 300 متر مربع .
إلهام من عالم آخر
يقول المقربون من ليڤون إنه لم يكن يعمل بمحض إرادته فقط، بل كان يتحرّك بإلهام غامض—حيث كان يتلقّى رؤى وآيات إلهية تدفعه للمضي في بناء الكهف بروحانية عالية . كان يعمل لساعات طويلة، أحيانًا حتى 18 ساعة يوميًالينحت كل زاوية وكل مكان وصولًا لعمق الأرض .
متحف حي وتكريمٌ لفن اليد
بعد وفاته عام 2008، حولت زوجته توسيا غاريبيان هذا المكان الاستثنائي إلى متحف مفتوح للزوّار، يعرض أدواته، ملابسه، وكل ما استخدمه في الحفر، ليعيش إرثه عبر الأجيال . اليوم، يتوافد نحو 40 ألف زائر سنويًا لاكتشاف هذا العمل الفني العميق، والاستمتاع بجو فريد وإلهام يدوي نادر .
عند نزول الزائر عبر سلالم حجرية ضيقة، يكتشف شبكة مذهلة من الأنفاق والغرف تمتد بعمق يصل إلى 21 مترًا. يضم المكان ممرات ملتوية، قاعات صغيرة، غرف ذات أسقف عالية، وأعمدة منحوتة بدقة، بالإضافة إلى زوايا تحمل طابعًا روحانيًا وكأنها صوامع سرية.
مغارة “Levon’s Divine Underground” هي..
• صرح من الحجر محفور بالإرادة والإيمان.
• إبداعٌ فرديّ مستدام أكثر من عقدين.
• وجهة سياحية ومنارة للإرادة البشرية.
تفاصيل داخلية فريدة
• الهواء بارد ومنعش داخل المغارة طوال العام، مما يمنح الزوار إحساسًا بالهدوء.
• الجدران الصخرية ملساء ومضاءة بمصابيح خافتة تزيد من أجواء الغموض.
• في بعض الغرف تظهر أشكال وزخارف طبيعية تشبه النقوش الفنية.
• يحتوي المكان على سلالم حلزونية تنقل الزائر من غرفة إلى أخرى، تجعل التجول فيه أشبه برحلة في متاهة أثرية.
هي شهادة حية على أن الفن والمعمار لا يحتاجان دومًا إلى آلات؛ يكفي أن يكون الإنسان ملهمًا ومصممًا لتحويل الحجر إلى متحف متجسد في أعماق الأرض، إذا كانت أرمينيا تشتهر بجبالها الخضراء وتاريخها العريق، فإن مغارة ليڤون في قرية أرينج قرب العاصمة يريفان، تضيف إلى هذه الصورة لمسة من السحر والدهشة.