-extra_large.jpg)
منى الفلاسي: الألعاب الإلكترونية لم تعد ترفيها فقط.. بل صناعة مستقبلية واعدة مهرجان دبي للألعاب والرياضات الرقمية بنسخته الرابعة وثوبه الجديد
اعداد الحوار/ رشاد اسكندراني
في ظلّ النمو المتسارع لصناعة الألعاب
والرياضات الإلكترونية في العالم العربي، تبرز أسماء نسائية شابة تسعى لإحداث فرق
في هذا القطاع الحيوي. منى الفلاسي – مدير إدارة استراتيجية الرياضة الإلكترونية في
مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة وإحدى القيادات النسائية الإماراتية في المجال،
كانت لنا معها هذه الوقفة الحوارية حول رحلتها، رؤيتها، وتطلعاتها لتطوير هذه
الصناعة.
س: بداية، نرحب بك أستاذة
منى، وشكرًا لتواجدك معنا اليوم في مهرجان دبي
للألعاب والرياضات الرقمية بنسخته الرابعة.
س: أستاذة منى، حدثينا عن النسخة الرابعة من المهرجان. كيف تطور
خلال السنوات الأخيرة؟ وما الذي يميز هذه النسخة تحديدًا؟
ج: النسخة الحالية من المهرجان تتميّز بعدة
أشياء، أولها أنه يُقام ضمن "إكسبو"، وهذا أعطاه بعدًا عالميًا. أيضًا، عدد
المشاركين ارتفع بشكل ملحوظ، وفي شركات جديدة انضمت للمهرجان هذا العام.
بالنسبة للفعاليات، أضفنا فعاليات مبتكرة،
وحتى البطولات المقامة على المسرح مختلفة، فيها تعاون مع شركات عالمية
وطبعًا، من أبرز النقاط هذا العام هي قيمة
الجوائز، اللي تصل تقريبًا إلى أكثر من 600 ألف درهم، وهذا رقم كبير مقارنة بالسنوات
الماضية.
س: كيف يخدم هذا المهرجان
رؤية دبي وتطلّعها لأن تكون مركزًا دوليًا في مجال الألعاب الإلكترونية؟
ج: من
البداية، لما أطلقنا المهرجان، كان الهدف الأساسي هو تعزيز مكانة دبي كمركز إقليمي
للألعاب الإلكترونية. والحمد لله، نحن الآن في النسخة الرابعة من المهرجان، ونلاحظ
نموًا إيجابيًا، وقبولًا واسعًا من الشركات العالمية للاستثمار في دبي.
الكثير من هذه الشركات بدأت تفتح مكاتب
إقليمية أو استوديوهات هنا، وهذا يعكس ثقة كبيرة في البيئة المحلية، ويدعم
طموحاتنا كمجتمع مهتم بهذا القطاع.
أيضًا، لما أُطلقت استراتيجية دبي
للألعاب الإلكترونية من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد حفظه الله، كان
الهدف منها دعم هذا التوجه. الاستراتيجية تسعى إلى:
- تعزيز
مكانة دبي عالميًا.
- تطوير
المهارات الرقمية لدى الشباب والطلاب في الإمارات.
- خلق
فرص مهنية، حيث تهدف الاستراتيجية إلى توفير أكثر من 30
ألف وظيفة
في مجال الألعاب الإلكترونية بحلول عام 2033.
وهذا يعكس التزام حقيقي بتحويل هذا القطاع
إلى رافد اقتصادي وتنموي مهم.
س: المرأة تُعد نصف المجتمع،
فما هو دورها في النسخة الرابعة من مهرجان الألعاب الإلكترونية والرقمية؟
ج: في
دولة الإمارات، نحن نؤمن دائمًا بالمساواة بين الرجل والمرأة، سواء في العمل أو في
المشاركات المجتمعية. هذا المبدأ واضح في كل فعالياتنا.
في هذه النسخة من المهرجان، ركزنا بشكل
خاص على الفعاليات المخصصة للسيدات. عندنا مثلًا فريق دولة الإمارات للسيدات
سيواجه فريق المملكة العربية السعودية للسيدات في بطولة قادمة، وذلك
على المسرح الرئيسي يومي السبت والأحد.
كوني امرأة، وواحدة من أوائل النساء المشاركات في تنظيم مهرجانات خاصة بالألعاب الإلكترونية، أؤمن بأهمية وجود المرأة في هذا المجال، مش فقط كمشاركة، بل كمنظّمة ومساهمة رئيسية.
س: هل الفعاليات موجهة لفئة
عمرية معينة؟
ج: لا،
إطلاقًا. نحن نستهدف كل الفئات. نبدأ من عمر ٧
سنوات إلى
فوق الـ٥٠ أو
حتى الـ٧٠، ما شاء الله. الألعاب والفعاليات مصممة
لتناسب كل الأعمار. فيه ألعاب مخصصة للأطفال، وأخرى للمراهقين والكبار.
وحتى في معرض GameExpo
ركزنا على التنوع. قلنا لا نريد فقط محتوى موجه للشباب، بل
نوفر محتوى يناسب الأطفال، العوائل، وحتى البنات. الفعاليات مصممة لتكون شاملة
للجميع.
س: حدثينا عن أبرز المفاجآت
والفعاليات الجديدة التي تحضرونها في النسخة الحالية من المهرجان؟
ج: عندنا
فعاليات كثيرة ومميزة هالسنة، وحرصنا أن نلبي اهتمامات كل الفئات. من أبرزها:
- الكوسبلاي (Cosplay): وهي
فقرة تنكرية يشارك فيها الجمهور بلبس شخصياتهم المفضلة من الألعاب والأنمي.
نراعي كل الفئات ونشجع المشاركين على إبراز مواهبهم الفنية.
- شراكة
مع يوبيسوفت:
بالتعاون معهم، نقدم جوائز خاصة من خلال
لعبة "Just Dance" لتشجيع
التفاعل الحركي الممتع.
- منطقة
"أمازون جوي كويست":
فيها ألعاب ترفيهية مختلفة عن الألعاب
الإلكترونية المعتادة. الهدف أن يعيش الجمهور تجربة تفاعلية جديدة، وبنفس
الوقت هناك جوائز مقدّمة من أمازون.
- إصدارات
حصرية:
مثل إصدار محدود ذهبي من جهاز ASUS B-Simmer – لأول مرة يعرض في
الشرق الأوسط في GameExpo، وتبلغ قيمته أكثر من25
ألف درهم.
- مشاركة Red Bull مع أكاديمية
النصر Esports:
وأيضًا شراكة بين
PUBG وTitan لتقديم
منتجات حصرية.
- بطولات
على المسرح:
مثل بطولة دبي كب للبلايستيشن،
وتعاون مع Xbox لبطولات
مفتوحة يتنافس فيها اللاعبون مع الجمهور مباشرة.
- مضاعفة
منطقة الطعام (F&B):
زدنا عدد المطاعم والمقاهي من منطقة واحدة
إلى منطقتين، ورفعنا عدد المشاركين إلى 18 فندر، واخترناهم بعناية ليناسبوا
جمهور الألعاب الإلكترونية.
- مشاركة
شرطة دبي:
للسنة الثالثة على التوالي، عندهم بطولات
خاصة وجوائز، وشاركوا من خلال جناحهم بفعاليات مباشرة للجمهور.
الجميل أننا لا نركّز فقط على الجوائز في
الساحة الرئيسية، بل أيضًا على الأجنحة الأخرى، بحيث يشعر الجميع أنهم فائزون، وأن
التجربة شاملة وممتعة في كل مكان داخل GameExpo.
س: ما رأيك بازدياد عدد
الفعاليات في الخليج؟
خطوة ممتازة. الفعاليات تعطي منصة للمواهب، وتفتح أعين
المستثمرين على حجم السوق.
س: وماذا عن فرص الفتيات؟ هل
يحصلن على نفس الدعم؟
الوضع الآن أفضل. لا زلنا نواجه تحديات، لكن صار فيه وعي
بدور الفتيات. وأنا شخصيًا أعمل على تمكين البنات من خلال برامج ودورات.
س: هل المجال يقتصر على اللعب
فقط؟
أبدًا، فيه تصميم وبرمجة، تسويق، تنظيم، تحليل، وحتى تحكيم.
المجال واسع جدًا.
س: وهل توجد جهات تدعم الشباب
في هذه المسارات؟
نعم، هناك مبادرات ودورات جامعية وشراكات مع شركات عالمية.
لكن نحتاج تكثيف الجهود.
س: ما أبرز التحديات الحالية؟
نظرة المجتمع، نقص البنية التحتية في بعض المناطق، والتمويل
المحدود. أيضًا، نحتاج تنظيم قانوني أوسع يضمن الحقوق ويحدد الأدوار.
س: هل تعتقدين أن التعليم له
دور؟
بالتأكيد. لو دمجنا مفاهيم الألعاب في التعليم، بنشجع
الإبداع. والجامعات تقدر تقدم تخصصات قوية في المجال.
س: وهل يخلق هذا فرص عمل
مستقبلية؟
أكيد، سوق الألعاب ضخم. ومع دخول تقنيات مثل الذكاء
الاصطناعي والواقع الافتراضي، الفرص راح تتوسع أكثر.
س: ما رسالتك للشباب
والشابات؟
آمنوا بشغفكم، وطوروا مهاراتكم. لا تخافوا من التحديات،
المجال يحتاج التزام ورؤية واضحة. والأهم: لا تسمحوا لأحد يقلل من طموحاتكم.
س: شكرًا لكِ منى الفلاسي على
هذا اللقاء.
شكرًا لكم، وسعيدة جدًا بهذه الفرصة، وأتمنى نقدر نوصل
صوتنا ونبني مستقبل مشرق للمجال.